الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

ابراهيم عيسى ..العفو المنقوص

لا أنكر أنني شعرت بشيء من الإمتنان لقرار الرئيس مبارك - برغم كراهيتي الشديدة لنظامه الفاسد وسياساته العميلة- بمناسبة العفو عن الأستاذ ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور وعدم حبسه شهرين في القضية المعروفة باسم قضية "صحة الرئيس". جاء العفو ليؤكد عدم استقلالية القضاء، واستبداد الحاكم وتسلطه، وتفرده بلامنازع في اتخاذ القرار، وأنه هو الدولة والدولة هي هو.
واستغلالا وطمعا في لحظة ضعف انسانية مازالت نشوتها تسري في أوصال "مبارك" طربا من ثناء بعض المنتفعين والإنتهازين والأفاقين على قراره الحكيم (!!) غير المسبوق، وتقديرا لصلاحياته (عفوا سوءاته) المطلقة في إصدار قرارات الخطف والقتل الاعتقال والعفو، نرى أن العفو عن ابراهيم عيسى عفوا منقوصا، ونطالب بالعفو العام عن مصر المنهوبة، وإعادتها إلى أصحابها، وهذا لن يتأتى إلأ بإصدار الرئيس "مبارك" قراره بالعفو الفوري عن "جمال مبارك" وعدم حبسه في لجنة السياسات بالحزب الوطني أو أي لجنة أخرى، وإعفائه من جميع مسئولياته ومناصبه الحزبية والحكومية الظاهرة والمستترة باعتبار أن الرئيس مبارك هو رئيس الحزب الوطني الحاكم، والآمر الناهي في مصر. وياحبذا لو صدر قرار بإعفاء مجموعة اللصوص (شلة جمال مبارك) المصنفين ظلما رجال أعمال من مناصبهم الحكومية.
قرار العفو –أقصد النطق بالحكم المؤجل غيلة ببراءة ابراهيم عيسى- جاء متزامنا مع قرار منع قافلة 6 أكتوبر من التحرك من القاهرة إلى غزة لكسر الحصار عن غزة، فهل يُصنف العفو على أنه نوبة صحيان ضمير أم سكرة موت جسد؟!
د. يحيى القزاز
6/10/2008

خلى بالك أنا عارف كل شيئ عنك يا حلو صح

Sign by اللول الحضراوي - Get Your Free Sign