الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

مؤتمراتكو - بقلم: إبراهيم عيسي ..أهداء الى عصابة الحزب الوطنى


كل شيء موجود في مؤتمر الحزب الوطني ماعدا الشيء الوحيد الذي يجب أن يكون موجودًا.كل شيء موجود، كاميرات التليفزيون، المقاعد الفخيمة التي تليق بقيادة للحزب الوطني، دخلها الشهري يتجاوز الدخل الشهري لعشرين في المائة من الشعب المصري، وقيادة أخري دخلها السنوي يتجاوز دخل مليون أسرة في الصعيد سنويًا، وقيادة ثالثة ثروتها تنهي أزمة الألف قرية الأكثر فقرًا بدون حاجة إلي برنامج للحزب فتكفي نصف ثروة قيادي واحد في الحزب، كل شيء موجود من المنصة التي تم تصميها كي لا تذكر أحدًا بأي منصة (..) إلي مخرجي حفلات مهمتهم إخراج المؤتمر علي طريقة إخراج حفلات الطهور.. السياسي، إلي تليفزيون حكومي ناقص يجيب تنورة ويرقص بها احتفالاً بالمؤتمر وناس المؤتمر وشباب المؤتمر وستاته ورجالته.. بنقول رجالته.. والبهوات بيه بيه والباشاوات باشا يا باشا.. والجلسة الحلوة.. حلوة.. والكلام المعسول.. عسول ورقصهم يا جدع، مع وجود وفرة هائلة من الذين يغطون الحدث فيعرون الحقيقة أن هذا مؤتمر دعائي فج تهليلي تجميلي شعاره «خلوا أمانة السياسات تفرح شوية»!!يقولون إن عضويتهم ملايين ومن ثم فهم الذين يعرفون الشعب ويرتبطون بالشارع، والمؤكد أن أطفال الشوارع..السياسية التي قفزت علي العمل السياسي من حقها أن تقول أي شيء، فهؤلاء بلا أي خبرة سياسية سابقة ولا يعرفون ألف السياسة من كوز الذرة، فقد ولدوا علي قمة الحزب ولعبوا في المليارات فظنوا أن الأحزاب كده والتنظيمات كده، هؤلاء الذين يتحكمون في الحزب الوطني الآن من قيادات النجل لم يدخلوا في يوم من الأيام انتخابات فصل أو مدرسة ولم يصوتوا أصلا في انتخابات اتحاد طلبة، لم يشاركوا في مظاهرة ولا مشيوا في مسيرة ولا رفعوا لافتة ولا تبنوا فكرة ولا ضحوا بساعة من عمرهم من أجل قضية عامة ولا سعوا في خدمة مواطن ولا انتصروا لحق طالب زميلهم اتفصل أو جار لهم انضرب في كمين!هؤلاء عاملين إنهم رجال سياسة بينما عليهم أن يبذلوا جهدا في أن يقنعونا أولا أنهم رجال، رجال عند كلمتهم، رجال لا يكذبون، رجال لا يفجرون في الخصومة، وليسوا رجالاً بيعملوا أعمال وعمايل للشعب، من هنا فمؤتمر. الحزب الوطني فيه كل شيء موجود مع إن اللي مفروض يبقي موجود مش موجود.. عجبي!ولكن ما هو هذا الشيء الغائب عن مؤتمر الحزب؟إنه جهاز البوليجراف الذي يطلق عليه الاسم الدارج «جهاز كشف الكذب».المؤتمر بوعوده ورعوده، بأوهامه وانتفاخاته، بأرقامه وإحصائياته، بتصريحاته وفكره القديم والجديد والميديم والإكس لارج، يحتاج إلي جهاز كشف الكذب، علي الأقل كي يطمئن الناس إلي أنه مؤتمر مصدق ما يقول، ولا يجب أن يترفع أو يستنكر قيادات الحزب القعدة علي جهاز كشف الكذب، أليس هذا الحزب هو من يدعي أنه يحترم العلم فليعمل به إذن، لقد أخذ العلماء وخاصة في ميدان علم النفس التجريبي، في صنع أجهزة لقياس آثار الانفعالات حتي وصلوا في النهاية إلي جهاز كشف الكذب الذي يقيس في وقت واحد تغيرات التنفس وضغط الدم وإفراز العرق، ولاستعماله يجلس الشخص المراد اختباره علي مقعد وتثبت علي صدره أنبوبة لتسجيل التنفس ويربط بذراعه جهاز لتسجيل ضغط الدم ويوضع كفاه علي رقيقتين من المعدن لتسجيل إفراز العرق عن طريق تمرير تيار كهربائي ضعيف. (مرجعي هنا دراسة للأستاذ أحمد محمد خليفة منشورة في المجلة الجنائية القومية) يبدو مهما جدًا - والواقع يحمل تناقضًا حادًا وعجيبًا بين ما يثرثر به هؤلاء علي منصاتهم في مؤتمر الحزب الحاكم وما يعيشه الناس - أن يتنازل قيادات المؤتمر ويستوردوا أجهزة كشف كذب غير مضروبة للكشف عن صحتهم الذهنية وقت إلقاء هذه البيانات والتصريحات. يلجأ العلماء في وضع أسئلة الاختبار إلي صيغة تكون الإجابة عنها بنعم أو لا، أي لا تتطلب إجابة مطولة. فمثلاً، إذا كان الاتهام الموجه لهذه القيادات هو سرقة وطن فيجب أن نسألهم أسئلة مفتوحة ومتعددة وواسعة المجال كالآتية: هل سرقت سيارة؟ هل خطفت حافظة نقود؟ هل سرقت من مسكن؟ هل زورت وثيقة؟ هل صدمت إنساناً في الطريق؟ هل حصلت علي قرض من بنك حكومي بتليفون أحمر من رجل أخضر في يوم أزرق؟ هل استوليت علي أراضٍ بوضع اليد والعين والحاجب؟ هل احتكرت سلعًا؟ هل سرقت وطنًا؟ ويطلب منه أن يجيب عن هذه الأسئلة بنعم أو لا، فإذا أجاب بـ«لا» ــ وكان هو السارق ــ فإن الجهاز يسجل تغيرات التنفس والنبض والعرق عند إجابته (لا) عن السؤال المشير إلي التهمة، وهو هنا سؤال: هل سرقت وطنًا؟الشيء الوحيد الذي سوف يجعلنا نعتقد أن هذا المؤتمر جاد وحقيقي أن نري كل قياداته مربوطة بأسلاك جهاز كشف الكذب، لكن كل ما أخشاه أن ينفجر الجهاز من كذب ما يسمع!

خلى بالك أنا عارف كل شيئ عنك يا حلو صح

Sign by اللول الحضراوي - Get Your Free Sign