الخميس، 6 نوفمبر 2008

إفساد جمال مبارك بتحويله لنصف اله!! أيمن نور

الجسور!!.. الواقعي!!.. العلمي!!.. المؤسسي!!.. العملي!!.. النظامي!!.. المقدام!!.. المصر!!.. الشديد!!.. غير العنيد!!.. المتصدي!! الأمين المساعد!!.. الصادق!! الدقيق!!.. المصارح!!.. المجادل!!.. المواجه!!.. المتمرد!!.. المجدد!!.. المؤثر!!.. المكاشف!!.. المتسامح!!.. المتجرد!!.. المتحدي!!.. المتواضع!!.. القارئ!!.. الكريزمي!!.. المطور!!.. المتواصل!!.. المتعقل!!.. العميق!!.. الأستاذ!!.. الأنيق!!.. المغامر!!.. الصبور!!.. الجدي!! المثابر!!.. الملتزم!!.. الصارم!!.. المنظم!!.. المستمع!!..المرتب!!.هذه الأوصاف ليست هي الأسماء الحسني!! لكنها بعض من الأوصاف التي ضمها، وجمعها مقال واحد، في مدح الأستاذ!!المقال الذي نشرته صحيفة حكومية روز اليوسف العدد 1004 الصادر يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 بقلم رئيس تحريرها بعنوان «الجسور» بشرنا أنه سيعرفنا بجمال مبارك الذي لا يعرفه الكثيرون؟!!وإذ بالكاتب يقدم لنا «نصف إله».. أستغفر الله-بعد أن نعت جمال مبارك بقرابة 50 وصفاً واسماً عبر سطور مقال واحد لو اجتمعت في رجل لكان شخصاً معصوماً منزهاً من نقائص البشر وطبائعهم!!المقال المدهش في الاحتواء، والمغالطة، لا يمكن تفسيره أو فهمه في إطار حملة التلميع التي سبقت مؤتمر الحزب الوطني وصاحبته والتي شاركت فيها صحف الدولة وإعلامها الملاكي بل هو تجسيد لحالة من الشطط المنكور التي تستوجب تحريرها في محضر «إثبات حالة» باعتبارها واقعة بالغة الدلالة، علي كيفية إفساد الحكام في مصر؟!نعم نفهم ونعرف هذا النمط من الكتابات المفسدة للحكام.الخطير أو بالأصح «المهزلة» الأكبر أننا أمام حالة من حالات الإفساد «المبكر» الذي يمارس جهاراً نهاراً بحق شخص لم يعتل بعد- رسمياً- مقعد الحاكم الذي مازال يشغله والده «وفقاً للواقع والدستور!! وهو ما لم يظهر له ظل في كل سطور المقال» الذي قدم جمال مبارك بوصفه الرجل الذي يقف خلف كل إنجاز، وتطوير وتقدم، أدركته مصر!!.المثير للسخرية محاولة المقال الربط «المتعسف» بين «توني بلير» رئيس وزراء بريطانيا «المنتخب» والذي قاد بناء بريطانيا «الجديدة» بجمال مبارك الذي قاد «علي حد وصفه» مواجهة لأزمة الغذاء العالمي!! وأزمة الطاقة!! وأزمة تحرير سعر الصرف للجنيه!! والانتخابات!! والإصلاحات!!.. إلخ.. إلخ..المدهش أن المقال لم يترك إنجازاً للرئيس «المنتخب» الذي مازال هو الرئيس! ولولا أن جمال لم يكن تجاوز العشر سنوات، لكان نسب إليه الضربة الجوية في حرب 1973! ولأعتبر «الفكر الجديد» كان هو ركيزة تطوير القوات الجوية ما بعد 1967!الصادم أن المقال لم يتجاهل فقط حقيقة أن رئيس مصر مازال هو حسني مبارك وليس جمال مبارك!!بل تجاهل مجرد ذكر اسم الرئيس في أي من سطور المقال أو حتي بين هذه السطور!بل إن بعض عبارات المقال كانت واضحة الهدف والدلالة موصة بقدر ليس بالقليل من الإسقاط مثلاً يقول كاتب المقال في مقدمته: «قلت من قبل في مجلة روز ليوسف» لدي جمال إصرار هائل لكن لا يمكن اعتباره «عناد».ويضيف: اختار جمال الطريق الأصعب في بيئة سيطر عليها بسبب تراث «سنوات» ثقافة الكلام المعسول!!بل يبشرنا الكاتب أنه اكتشف أن جمال لديه «كاريزما» فلماذا لا يظهرها علناً؟ ويجيب الكاتب علي نفسه مرجعاً هذا لأنه لا يريد أن يظهر كزعيم شعبي!!ويشير أيضاً إلي أن جمال «مرن» وغير تقليدي.. ويصر علي التجديد!! هادئ!! لكن هدوءه.. لا يعني البطء!! إذ للهدوء وجه آخر!!.ويضيف قائلاً: إن لجمال إيقاعاً خاصاً به.. وهو إيقاع سريع وللتدليل يمكن أن تراجع محصلة النتائج التي توفرت بعد ست سنوات فقط.عندما يدعونا الكاتب لمراجعة السنوات الست فهو يدعونا لمقارنتها بـ 22 سنة قبلها وعندما يشير للعناد والبطء وعدم المرونة فهو يقدم اشارات واضحة لكنها علي عكس ما يتوقع ليست في صالح جمال.وتصل المأساة إلي ذروتها أوتل إلي حضيضها- عندما يصف كابت المقال جمال بالتواضع الجم، والالتزام والصرامة، أما سنده في هذه الأوصاف فهو أن جمال يرتدي ملابس ألوانها متقاربة ورابطة عنق تتحرك تنويعات ألوانها بين الأزرق والنبيتي والرمادي!!حلقة فجة من مسلسل صناعة الوهم وإفساد جمال.. وللحديث بقية.

خلى بالك أنا عارف كل شيئ عنك يا حلو صح

Sign by اللول الحضراوي - Get Your Free Sign